شرف العائلة ومستقبل الفتاة والحروب تجبر الأطباء على تنازلهم عن بعض مبادئهم
آخر تحديث 15:36:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"ترميم غشاء البكارة" أضحت موضةً داخل المجتمع السوري

شرف العائلة ومستقبل الفتاة والحروب تجبر الأطباء على تنازلهم عن بعض مبادئهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شرف العائلة ومستقبل الفتاة والحروب تجبر الأطباء على تنازلهم عن بعض مبادئهم

ترميم غشاء البكارة
دمشق - نور خوام

شرف العائلة وسمعتها ومستقبل جميع البنات فيها أصبح معلقا بسلامة غشاء عذريتي، بغض النظر عن أي شيء قد أكون قد فعلته في الماضي، هم يريدون أن أكذب عليهم حتى تبقى رؤوسهم مرفوعة، إذا احتفلوا بعذريتي الكاذبة وفتلوا "شواربهم" فرحا.

لم تخفي"ريم" دموعها وهي تقول "اغتصبت تحت تهديد السلاح، ولأخفي آثار اغتصابي الأول اغتصبت ثانية بإرادتي، لكي يغتصبني ثالث وسط احتفال أهلي بي". بهذه الكلمات لخصت "ريم" حكايتها التي بدأت على الطريق الدولي "دمشق/ حمص" عام 2014 حين أوقف مسلحون سيارة تستقلها مع 3 من زميلاتها في جامعة البعث وأجبروهن على الترجل منها واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، وقالت "ريم" (لم يفعلوا ذلك للمتعة أوللانتقام، كان الفعل سريعا ومؤلما، فعلوا ذلك فقط لأنهم يستطيعون).

ولأن المجتمع السوري لا يرحم الفتاة الجريحة في شرفها، بل يزيد في إذلالها  وقد ينتهي بها الأمر مذبوحة على رصيف بارد فقط لإرضاء ألسنة الناس وحفظ سمعة رجل قد يكون أبعد ما يكون عن الرجولة؛ لذلك قررت "ريم" وصديقاتها التزام الصمت وعدم تبليغ الجهات الأمنية والبحث عن (طبيب) كي يعيد رمز الشرف إلى مكانه الطبيعي. وقالت "ريم" " لم يختلف شعوري وأنا في عيادة الطبيب عن شعوري يوم اغتصبني ذلك الذئب المسلح، بل ربما هو أسوأ، فقد كان يتفحص جسدي العاري ويتحسس أجزاءه بعد أن اتخذت وضعية الاغتصاب بإرادتي وسمحت له أن يغتصبني بيديه وأدواته لكي أخفي آثار أغتصابي الأول، والمفارقة أني لا أستطيع أن اشتكي منه بل كنت مجبرة على دفع النقود له مقابل ذلك".

ليست "ريم" حالة استثنائية ففي ظل الفلتان الأمني في أغلب المحافظات السورية نتيجة الحرب الدائرة وانتشار الميليشيات المسلحة وقطاع الطرق انتشرت حاﻻت الاغتصاب والاعتقال والخطف أو الاحتجاز في أماكن الاشتباكات أوالوقوع كـ(سبايا ) في أيدي عناصر التنظيمات المتطرفة، وتعرضت آلاف الفتيات السوريات للاغتصاب مما جعل عملية ترميم غشاء البكارة تصبح من العمليات الشائعة في مجتمع سورية بعد الحرب. وأكد اختصاصي أمراض النساء الطبيب أيمن أبو أسعد أن عملية ترميم غشاء البكارة ممنوعة في سورية ويحاسب الطبيب الذي يجريها (لغير ضحايا الحوادث سيما الأطفال وبعلم الأهل، ويعطي تقريرا طبيا مصدقا عن سبب التمزق) وتسحب شهادته ويمنع من ممارسة المهنة لمدة معينة بغض النظر عن الجانب الأخلاقي لما تحمله العملية من نية الخداع والغش.

لكن حالة الحرب التي تعيشها البلاد غيرت القواعد الأخلاقية لإجراء عملية ترميم غشاء البكارة، فقد كان بعض الأطباء قبل الحرب ربما يجرون عملية واحدة في الشهر والقصد منها هو إخفاء الفتاة لماضيها الجنسي عن عريس المستقبل، وعادة ما تجري العملية قبل ليلة الدخلة بأيام قليلة. أما في ظل ازدياد حالات الاغتصاب بأصبح بعض الأطباء مجبرين أخلاقيا على إجراء عملية الترميم لقناعتهم أن الفتاة فقدت عذريتها في ظروف خارجة عن إرادتها وليس بقصد الاحتيال.

وأضاف أن العملية بحد ذاتها سهلة جدا وتعتمد على خياطة الأجزاء الداخلية الممزقة من المهبل لضمان حدوث النزف عند أول إيلاج، لكنها ليست مضمونة ويجب الكشف عليها خلال أسبوعين من العملية للتأكد، مشيرا إلى أنه من الصعب على الرجل العادي اكتشاف أن شريكته أجرت عملية ترميم غشاء البكارة بنفسه، ويجب عليه عرضها على طبيب نسائية والذي سيكتشف ذلك بسهولة وسيكون مجبرا أخلاقيا على إخباره أن شريكته سبق أن أجرت تلك العملية، أما خلال الجماع فمن المستحيل أن يميز الرجل بين العذراء والتي أجرت عملية ترميم غشاء البكارة؛ كون عملية تمزيق الغشاء تتم بسرعة أغلب الأحيان وتترافق بمشاعر ورغبة قوية.

ومن ناحية لون أو شكل تدفق الدم بعد عملية الإيلاج وتمزيق الغشاء قال الدكتور أيمن إنه لا فرق بين دم الفتاه العذراء وغيرها كون مصدره واحد وهو تمزق أغشية رقيقة في منطقة المهبل. وأكد أن تمزق غشاء البكارة لا يمكن أن يحدث أثناء ممارسة الفتاة (للاستمناء) أو المداعبة الخارجية، وأن الغشاء موجود على بعد 2 سم داخل فتحة المهبل وتمزقه سيحدث فقط بإدخال (قضيب ذكري -إصبع - شيء قاسٍ)  لهذه المسافة، كما أن سقوط الفتاة على مقعدها لا يسبب تمزق الغشاء إلا في حال سقوطها على شيئ مدبب قاسٍ.

وتباينت آراء الشباب عند سؤالهم عن قبولهم الزواج من فتاه سبق وأجرت عملية ترميم غشاء البكارة، فرأى بعضهم أنه لا يمكن أن يثق بها وأنه غير مضطر للزواج بها، وإن اكتشف ذلك بعد الزواج فسيطلقها فورا؛ وأشار آخرون إلى أنه لا يمكن أن يتحقق الشاب من أن الفتاة كانت ضحية عملية اغتصاب أو كانت تمارس الجنس مع شاب قبله بإرادتها، ومن الضروري أن يذهب الخطيبان لزيارة طبيب مختص قبل الزواج للتأكد من عذرية الفتاة.

في ما لم يمانع بعض الشبان من الارتباط بفتاة ليست عذراء، وقالوا إن عملية ترميم غشاء البكارة دليل غش وسوء نية الفتاة؛ إذ بإمكانها مصارحة شريكها بوضعها إن كانت واثقة من حبه وثقته بها دون اللجوء للأساليب الرخيصة. أما عن ضحايا الاغتصاب المؤكدين فقد أعرب معظم الشبان عن تعاطفهم معهن وعدم تحميلهن المسؤولية عن ذلك، بل مساعدتهن على تجاوز تلك المحنة، ولم ير معظم من سئلوا مانعا من الارتباط بفتاه تعرضت للاغتصاب في حال حصل توافق وتفاهم ومصارحة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرف العائلة ومستقبل الفتاة والحروب تجبر الأطباء على تنازلهم عن بعض مبادئهم شرف العائلة ومستقبل الفتاة والحروب تجبر الأطباء على تنازلهم عن بعض مبادئهم



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates